بسم الله الرحمن الرحيم
الخشوع والتدبر في الوسائط الاجتماعية
كسودانيين قد تكون فاتتنا ثورات تغيير الربيع العربي ولكن بحمد الله لم تفوتنا ثورات تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات المتدفقة دون هوادة.
دخلت علينا التكنولوجيا الرقمية ومنتجاتها من هواتف ذكية وغيرها دون استئذان، واصبحت ملازمة لنا فى النوم والصحيان، كما أصبحت وسائطها الاجتماعية من فيسبوك ووتساب وتويتر وغيرهما من اهم واسرع الطرق لنقل وتبادل المعلومات والاخبار على بقاع الارض. مع هذه النقلة النوعية الجارفة بجانب تعدد وتفنن اشكال الروابط والبرامج والتطبيقات؛ بات لزاما علينا تحسس مواضع اقدامنا ومراجعة أين نقف تحديدا من كل ذلك حتى نستطيع تسخير وتوظيف ما استطعنا إليه سبيلا الى ما هو خير ونفع لنا ولوطننا؛ حدث معي من قبل ان نقلت من إحدى مجموعات التواصل الإجتماعي التي أنتمي اليها خبر وفاة الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم شاعر قصيدة (انا سودانى) الى مجموعة اخرى، وصادف أني نقلت الخبر بعد عام من وفاة الشاعر عليه الرحمة، والشاهد هنا والحق يقال اني لم اكن اعرف بوفاة الشاعر من قبل ولكن لموقع القصيدة فى نفسي المنى الخبر وحاولت مشاركته مع الاخوة في المجموعة الاخرى باعتباره حدث في ذاك اليوم حيث في المجموعة الاخرى وجدت من لفت نظرى وقال لى انت تقصد مرور عام على وفاة شاعرنا؟ فصمت. . وكان لفت نظر حضاري وذكي. هذه احدى الاخطاء البريئة في دنيا الوسائط الحديثة واعتقد أن الكثيرين يقعون في مثيلاتها كل يوم، ولكن هناك ما هو اخطر؛ مثل تداول معلومات وأخبار في غاية الحساسية تمس أشخاص أو مجموعات دون أن تكون صحيحة أو لها وجود في الاصل وذلك من كباير الآثام بالتاكيد..
هنالك الكثير من الأمثلة والنماذج السالبة في سوح التواصل الاجتماعي يجب علينا التوقف عندها وعدم الانجراف في اتجاه تياراتها الضالة، ولكنى سوف اتطرق هنا الى احدى المتداولات الخطيرة الا وهى النكات القبلية الفتاكة؛ جنوبي، شايقي، ادروباوي، فلاتي، حلفاوى، غرباوي، حمريطي، وهلمجرا..
تداول هذه النكات بهذه السلبية التي نشهدها من حولنا؛ تضر بالعلاقات الاجتماعية وسط السودانيين ضررا كبيرا وبالغاً، وتعكس حالة انحطاط أخلاقي وتربوي لم نحصد منه سوى الشروخ واشعال جذوة الضغاين وهتك صارخ في رابطتتنا الاجتماعية الهامة في خلق أرضية ثابتة وممندلة للتعايش في حب وسلام، ارضية هي أساس التنمية البشرية والاقتصادية والثقافية لأي مجتمع.
لن اخوض فى ماهية النكات وماربها والقصد منها؛ لان هناك كثر من قبلى؛ كتبوا حولها واستفاضوا ولا يزال الحال محلك سر! من الاخر؛ مطلوب منا جميعا ومن خلال المحيط الذي حول كل فرد منا أن نستنكر هذه النكات القبلية، وان لا نتسامح في تداولها حتى يتعلم الذي فيه ضحالة وجهالة منا؛ وان لا نسمح بتداولها فى قروباتنا ووصايتنا التى نتعامل معها ؛ ويجب ان يكون الحسم مباشر وبكل قوة ودون حرج. ويكون الهدف المقصود تحقيقه هو ترسيخ لأدب العبادي القائل فيه
شايقي ودنقلاوي ايش فايداني **يكفي النيل ابونا والجنس سوداني
نعم يمكننا أن ننكت كما بدا لنا، وتحقق نكتتنا هدفها المنشود اذا كان اضحاك الناس بالطبع، دون إقحام أي عامل عنصري أو قبلي أو جهوي فيها.
أمر في غاية الغرابة؛ أننا نستهزا ونحط من قدر بعضنا البعض بغرض صناعة الضحك وإدخال الفرحة في نفوس بعضنا البعض
جاء الأوان لنوظف التكنولوجيا الرقمية في وضع ايدينا على بعض عبر وسائطها العديدة لتغيير نمط النكتة عندنا (كسودانيين)؛ فالحكاية خطورتها تكمن في انها نكتة المظهر وفتنة المخبر واكثرنا لا يعلم؛ سمعنا من النكات ما ساعد على فصل جنوبنا الحبيب؛ (ضحكنا عند سماعها وبكينا عند نتائجها)..
مشاكلنا يجب ان يبدأ حلها من عندنا بوعي طالما لحكومتنا النابهة المصلحة العظيمة في بقائها واستشراءها بيننا
نبدا مشوار الوحدة من الوجدان وبوقف الكوميديا السوداء
العمل الجاد يحتاج الى الشخص الجاد
نعفف السنتنا وننظف ما يخطه بنانا
مادام هنالك تاريخ يكتب فلنكتبه بايدينا .. ولا ننقل ما يكتب لنا حتى لا نعود بعد حين نشكي سوء المنقلب..